جميلة القاسمي في الملتقى الافتراضي (فلنتحاور)...
في إطار أسبوع الأصم 46 الذي نظمته مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحت شعار (الأشخاص الصم في مواجهة تحديات كورونا)، نظمت المدرسة اليوم ـ افتراضياًـ ملتقى (فلنتحاور) بمشاركة نخبة من الاختصاصيين والخبراء في مجالات الإعاقة السمعية من داخل وخارج الدولة الذين أثروه بأوراق عمل قيمة ناقشت التجارب الهادفة في مواجهة كوفيد19 وتم خلاله تبادل الخبرات وبناء الشراكات وتعزيز وتفعيل دور الأشخاص الصم وضعاف السمع في مجتمعاتهم .
تحدثت في الكلمة الافتتاحية للملتقى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ووجهت من خلالها التهنئة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والمؤسسات والهيئات العاملة مع الصم وضعاف السمع بمناسبة أسبوع الأصم العربي السادس والأربعين الذي احتفلت به المدينة افتراضياً بشعاره واستعراض التحديات التي واجهت مسيرة الأشخاص الصم وضعاف السمع في العالم العربي خلال الفترة الماضية.
وأكدت أن أكثر ما تم افتقاده في المدينة خلال فترة كورونا والعزلة التي فرضها صخب الإشارات في أروقة مدرسة الأمل للصم نواة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ولقاء الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وجهاً لوجه والحديث معهم عن طموحهم وأنشطتهم وخططهم القادمة بعد التحول إلى التعليم الافتراضي.
وقالت: (بعزيمة فريقنا لم تتوقف عجلة التعليم يوماً واحداً منذ بداية الجائحة فمدرسة الأمل للصم تم اختيارها من قبل مايكروسوفت كمدرسة نموذجية في تطبيق برامجها بالتعليم على مدى السنوات الخمس الماضية ومن أوائل المدارس التي دخلت ضمن مشروع التعلم الذكي في الدولة مما سمح لنا بأن نكون على جاهزية عالية لمواجهة هذا الظرف واستمرار عملية التعلم كما استمرت باقي خدمات المدينة لكافة المستفيدين.
وأشارت مدير عام المدينة إلى التحديات التي واجهها فريق العمل في المدرسة وطلابها بشكل فاعل ومهنية مميزة ومن هنا جاءت فكرة الملتقى ضمن فعاليات أسبوع الأصم العربي بتنظيم مدرسة الأمل للصم تحت شعار (فلنتحاور) لمناقشة تلك التحديات والخيارات والحلول المتاحة لتمكين الصم وضعاف السمع أينما كانوا في ضوء التغيرات المتسارعة في العالم.
وتوجهت سعادتها بالشكر والتقدير إلى العاملين مع الأشخاص الصم وضعاف السمع في العالم العربي على حرصهم الكبير لما فيه مصلحة الأشخاص الصم من جميع النواحي وخصت بالذكر السيدة والمربية الفاضلة عفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم التي تخرّجت على يدها أفواجٌ من طلاب المدرسة منذ تأسيسها وكانت من أوائل الموظفين في المدينة منذ تأسيسها عام 1979 ولا زالت على رأس عملها حتى اليوم تقدم كل ما في وسعها وتواكب كل تطور وجديد.
وفي ختام كلمتها تمنت الشيخة جميلة القاسمي أن يشكل الملتقى إضافة نوعية ضمن العمل المشترك في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية.
الأستاذة عفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم هنأت الجميع بشهر رمضان المبارك ورحبت بهم في الملتقى مؤكدة أن أهمية الملتقى تأتي من تذكيره بحقوق الأشخاص الصم وضعاف السمع وبقدراتهم وطبيعة التحديات التي يتعرضون لها وتوفير العوامل والظروف وتسخير التقنيات لإزالة العوائق التي تواجههم ومد جسور التواصل معهم لإتاحة الفرص لهم ولمؤسساتهم للقيام بدور فاعل وإيجابي في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة
الجلسة الأولى
ناقش الملتقى في جلسته الأولى التي أدارتها الدكتورة سهير عبد الحفيظ عمر (أم الرجال) استشاري التربية الخاصة وتمكين الأشخاص الصم وضعاف السمع والأشخاص ذوي الإعاقة السمعبصرية وأسرهم، موضوع الصحة النفسية للصم وتحدث عنها المرشد النفسي في جامعة الشارقة باسم عبد الغفار.
ومن الاعتبارات الهامة لتقديم خدمات الصحة النفسية للصم الاتفاق على لغة التواصل أثناء العلاقة العلاجية (لفظي ـ إشارة ـ من خلال مترجم) واستكشاف التاريخ الشخصي بطريقة دقيقة وعدم الاعتماد على الافتراضات والتصورات المسبقة.
أما الدكتور في التربية الخاصة إبراهيم القريوتي فتحدث ضمن ورقته عن المشاعر النفسية والاحتياجات التربوية الخاصة لأولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة أثناء جائحة كوفيد19، وتطرق الطالب في مدرسة الأمل للصم راشد الكتبي إلى تحديات التعليم خلال الجائحة لتختتم الجلسة بورقة الدكتور سمير سمرين رئيس المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة "صلة"، ممثل الجمعية الدولية "واسلي" التي ناقش فيها دور مؤسسات الصم في التمكين ورفع الكفاءة المهنية.
وهنا تم التأكيد على أن الصم جزء من المجتمع لهم حقوق وعليهم واجبات وأن على الآباء الصم أن يطوروا من مهاراتهم الحياتية ليستطيعوا مواكبة أبنائهم السامعين وعلى الآباء السامعين التعرف على الثقافة اللغوية الخاصة بأبنائهم الصم كي يتواصلوا وأن على الأشخاص الصم ألا ينتظروا عطف الآخرين لذا يجب العمل بجد واجتهاد من خلال الدور المنوط بمؤسسات المجتمع المدني التي يمثلونها (الأندية والجمعيات) وتشكيل مجموعات ضغط للمطالبة بالحقوق.
الجلسة الثانية
بعد ذلك قدم مترجم لغة الإشارة في المدينة الأستاذ وائل سمير دورة موجزة في لغة الإشارة لتبدأ الجلسة الثانية التي أدرها الأستاذ باسم عبد الغفار وناقشت فيها الدكتورة سهير عبد الحفيظ موضوع الأسرة كشريك أساسي، ثم تحدثت كل من عبير حبيب وبتول حيدر من مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية في لبنان واضطرابات اللغة والتواصل عن التحديات التي واجهت الطلبة الصم خلال جائحة كورونا.
أما الأستاذ المساعد في جامعة الإمارات ماري لين فتحدثت عن المساواة اللغوية للطلاب الصم وضعاف السمع أما الباحث والناشط الحقوقي في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة أنس شتيوي فتطرق إلى العمل في ظل الجائحة ومعالجة البطالة، وكان الختام مع الأستاذ أشرف عودة مدرب ومترجم لغة إشارة الذي تحدث عن استحداث برنامج تدخل مبكر خاص بالأطفال الصم من عمر يوم وحتى أربع سنوات.
من التوصيات
ولعل من أهم التوصيات التي ذكرت على المستوى المجتمعي والممارسات تطوير نظام لجمع البيانات الدقيقة حول مدى وصول الأشخاص الصم إلى سوق العمل لتوفير بيئة عمل خالية من العوائق وتطوير دليل إرشادي حول مستلزمات وأشكال الترتيبات التيسيرية للأشخاص الصم ومراجعة وتعديل البرامج والخدمات ذات العلاقة بالتعليم والتدريب المهني المقدمة للأشخاص الصم.