جميلة

جميلة القاسمي:الملتقى الدولي للعلاج بالموسيقى خطوة أولى في طريق الألف خطوة ملهمة

مار 7, 2021

   عبّرت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عن فخرها واعتزازها بالخطوة الرائدة التي تحقّقت على الصعيدين المهني والمعرفي من خلال الملتقى الدولي للعلاج بالموسيقى (خطوات ملهمة). 

   وأكدت أن المشاركة المتميزة لكوكبة من الاختصاصيين العالميين في الملتقى عبر أوراق العمل والعروض التخصصية مثلت إضافة مهمة تثري المجال مستقبلاً بإذن الله.

   وثمّنت سعادتها الجهد المبذول من فريق عمل المدينة والحرص الكبير على مواكبة أحدث الممارسات العالمية في هذا المجال.

جاء ذلك في افتتاح الملتقى الدولي للعلاج بالموسيقى الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (عن بعد) يومي 6 و7 مارس 2021 تحت شعار (خطوات ملهمة) بمشاركة (22) متحدثاً من (12) دولة عربية وأجنبية. 

المدينة صاحبة رسالة ومبدأ 

 وشهد افتتاح الملتقى كلمة ألقتها منسقه العام الأستاذة خديجة بامخرمة أوضحت فيها أن المدينة التي تأسست قبل اثنين وأربعين عاماً لا تنظر إلى قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة من باب تأدية الواجب فتكتفي بما حقّقته من إنجازات يشهد لها القاصي والداني وتركن إليها فقط، بل تؤمن إيماناً راسخاً بأنّها صاحبةُ رسالة ومبدأ تسعى إلى تحقيقهما والتوعية بهما متعاونة في ذلك مع الجهات المعنية والمؤسسات المجتمعية محليّاً وعربيّاً وعالميّاً. 

   ولأنّها تولي أهمية كبرى لتوعية المجتمع بهذه القضايا والحقوق وتحثُّ أفراده على الحديث عنها ومناقشتها تمهيداً للدمج المنشود، دأبت المدينة على تنظيم المؤتمرات والمحاضرات والملتقيات والمشاركة فيها سواءً داخل الدولة أو خارجها فسلّطت عليها الضوء لتعمَّ فائدتها حاضراً ومستقبلاً.

  وأكدت بامخرمة أنه في خضم الظروف التي يعيشها العالم بسبب جائحة (كوفيد19 ) تأتي أهميةُ الملتقى الدولي " خطوات ملهمة " انطلاقاً من حرص مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على ضمّ برنامج العلاج بالموسيقى إلى خدماتها المُقدّمةِ للأشخاص ذوي الإعاقة كونهُ واحداً من أفضل البرامج التأهيلية والعلاجية التي تسهم في تطوير قدراتهم ومهاراتهم حركياً وحسياً واجتماعياً ولغوياً وتربوياً ، كما يُعتبرُ أيضاً من العلاجات الداعمة في المجالات الطبية والنفسية الأخرى. 

  وأشارت إلى أن هذا الملتقى ليس سوى ثمرة جهد كبير وعمل دؤوب وخطط استراتيجية وضعتها المدينة وطبّقتها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في برنامج العلاج بالموسيقى وهو البرنامج الذي تنظمه بالتعاون مع جامعة إيوا الكورية منذ العام 2013 وتحققت فيه نتائج مشرفة على أكثر من صعيد.

   والمدينة من خلال تنظيمها للملتقى الدولي للعلاج بالموسيقى (خطوات ملهمة) لا تهدف إلى تحقيقِ غاية بعينها، بل تسعى من خلاله إلى تبادل الخبرات وبناء الشراكات وتعزيز وتفعيل البرنامج على مستوى الوطن العربي والعالم نظراً لما له من أثر في تطوير المهارات ليس بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة وحسب، بل لأفراد المجتمع كافة.

أربعة محاور رئيسية 

    تم خلال الملتقى عرض أوراق العمل ضمن أربعة محاور هي: تطورات العلاج بالموسيقى، العلاج بالموسيقى للأشخاص ذوي الإعاقة، العلاج بالموسيقى في المجتمع والعلاج النفسي، والعلاج بالموسيقى في المجال الطبي.

الجلسة الأولى ـ اليوم الأول 

وضمن المحور الأول تطورات العلاج بالموسيقى ترأست البروفيسورة هيون جو شيونق رئيس قسم العلاج بالموسيقى بجامعة إيوا النسائية (كوريا الجنوبية) الجلسة الأولى وفيها تحدثت الدكتورة أنيتا سوانسون رئيس الاتحاد الدولي للعلاج بالموسيقى (الولايات المتحدة الأمريكية) في ورقة عمل بعنوان (العلاج بالموسيقى لزيادة التواصل) عن كيفية تعزيز العلاج بالموسيقى للكلام وأشكال الاتصال الأخرى مع ذكر أمثلة من العمل مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والبالغين غير القادرين على الكلام.

    بعد ذلك، وفي ورقة عمل تحمل عنوان (مهنة العلاج بالموسيقى من منظور عالمي) تحدثت الدكتورة ميليسا ميركادال بروتونز مدير برنامج الماجستير في العلاج بالموسيقى ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية في المدرسة العليا للموسيقى بكاتالونيا (إسبانيا) عن الاتحاد العالمي للعلاج بالموسيقى (WFMT) الذي تأسس عام 1985 ليعمل كمنظمة عالمية شاملة بهدف تقوية الروابط الدولية والترويج لمهنة العلاج بالموسيقى في جميع أنحاء العالم.

     الدكتور أشرف كمون، مؤسس وأمين مال الجمعية الوطنية للعلاج بالموسيقى في الجمهورية التونسية قدم في ذات المحور ورقة عمل عن (العلاج بالموسيقى في تونس.. خطوات واعدة) وسبل البحث عن تقنيات علاجية جديدة قادرة على التعامل مع اضطراب طيف التوحد، خصوصاً مع تزايد نسبته في تونس من جهة والنقص الحاصل في جودة التعهد بهذا الاضطراب من جهة أخرى.

  الأستاذة باسكال عبدو الرامي معالجة نطق ولغة في مؤسسة الهادي (الجمهورية اللبنانية) قدمت دراسة حول تجربة المؤسسة في العلاج بالموسيقى وتأثيره على الأشخاص ذوي الإعاقة. 

 

 الجلسة الثانية ـ اليوم الأول

  ضمن المحور الثاني (العلاج بالموسيقى للأشخاص ذوي الإعاقة) عقدت الجلسة الثانية التي ترأستها الأستاذة أحلام سليمان خلفان معلمة التربية الخاصة وخريجة برنامج العلاج بالموسيقى بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

   في هذه الجلسة قدمت الأستاذة نانا عبد الله منصور مشرف تربوي وعضو الفريق البحثي في المدينة ورقة بعنوان (فاعلية برنامج تدريبي باستخدام العلاج بالموسيقى في تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى عينة من الطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد- دراسة ميدانية 2018)

   الهدف من هذا البحث معرفة فاعلية العلاج بالموسيقى في تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي على عينة من ستة طلاب ذكور من الأشخاص ذوي اضطرب طيف التوحد وذلك عبر مشاركتهم في جلسات العلاج بالموسيقى لفترة زمنية، حيث أسفرت نتائج البحث عن فعالية برنامج العلاج بالموسيقى في تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد.

  بعد ذلك قدمت الدكتورة صفاء غرسلي الباحثة والمتخصصة في العلاج النفسي والعلاج بالفنون الإبداعية (جامعة باريس ديكارت – فرنسا) ورقة بعنوان (إدماج تقنيات الموسيقى الإيقاعية في جلسات العلاج بالدراما وتأثيرها على وظائف الدماغ عند الأشخاص ذوي الإعاقة)

   وفيها تحدثت عن بروتوكول علاجي اندماجي يفعل القناة السمعية التي تلعب دوراً أساسياً في تعزيز الروابط الحسية بالتوازي مع منهج العلاج بالدراما والتقنيات المسرحية.

   ثم قدمت الأستاذة حمدة الكتبي معلمة التربية الخاصة وخريجة برنامج العلاج بالموسيقى في مدينة الخدمات الإنسانية دراسة حالة عن أثر العلاج بالموسيقى في تنمية المهارات المعرفية لدى الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية. 

الجلسة الثالثة ـ اليوم الأول 

جاءت الجلسة الثالثة ضمن المحور الثالث (العلاج بالموسيقى في المجتمع والعلاج النفسي) برئاسة الدكتور قايول يو الأستاذ المساعد بقسم العلاج بالموسيقى في جامعة إيوا النسائية (كوريا الجنوبية). 

  وفي هذه الجلسة تحدث الدكتور جويونغ لي الأستاذ المساعد في برنامج أوغسبورغ للعلاج بالموسيقى (الولايات المتحدة أمريكية) عن بناء مجتمع دامج من خلال الجماعات الموسيقية.

   كما قدم الأستاذ جيون بارك مدرس التربية الخاصة ومعالج بالموسيقى في مدرسة إنتشون أونكوانغ (كوريا الجنوبية) في ورقة عمل بعنوان (موسيقى السعادة خلال كوفيد 19 ) عرضاً لتجارب خاصة لكل من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور مع العلاج بالموسيقى خلال الجائحة حيث كان من الصعب على الطلاب أن يقابلوا بعضهم البعض بشكل شخصي لكن كان بإمكانهم أن يلتقوا من خلال الموسيقى وقد اختبر الطلاب إحساساً بالإنجاز والانتماء كما كانت قادرة على نقل رسالة السعادة والتشجيع لمجتمع المدرسة.

    كما قدم الدكتور يون سيل سوه الأستاذ المساعد ومدير العلاج بالموسيقى بجامعة ماريوود بالولايات المتحدة أمريكية عرضاً بعنوان (استخدام الطبول بشكل جماعي للعلاج في برنامج الوقاية من العنف المدرسي). 

ومن ثم قدمت الأستاذة جيني ديوف لويس اختصاصية العلاج بالموسيقى والباحثة في مركز إيوا لأبحاث العلاج بالموسيقى ( فرنسا) دراسة حالة بعنوان (خبرة في العلاج الفردي بالموسيقى للمسنين ) ثم شهد اليوم الأول نقاشات مفتوحة حول أوراق العمل ليتم بعدها توزيع الشهادات.

اليوم الثاني ـ الجلسة الأولى 

  تواصلت فعاليات الملتقى الدولي للعلاج بالموسيقى لليوم الثاني وكانت الجلسة الأولى ضمن المحور الأول (تطورات العلاج بالموسيقى) برئاسة الدكتورة رحاب الجبالي رئيسة الجمعية الوطنية للعلاج بالموسيقى  (الجمهورية التونسية). 

 وفي هذه الجلسة تحدثت الدكتورة بيترا كيرن رئيس تحرير مجلة الطفولة المبكرة، رئيس سابق للاتحاد الدولي للعلاج بالموسيقى (الولايات المتحدة الأمريكية) عن الشغف بهدف وكيف أن المعالجين بالموسيقى يحدثون فرقاً.

  ثم تحدثت الدكتورة إندرا ف. سيلفاراجاه رئيس لجنة التدخل في أزمات عالمية (الاتحاد العالمي للعلاج بالموسيقى) عن دور الاتحاد العالمي للعلاج بالموسيقى في إقليم شرق المتوسط، أما الأستاذة أكسانا كافاليوفا موسي المعالج الموسيقي بمركز إرشاد أسري بنياجرا( كندا) فتحدثت في ورقتها عن إدخال العلاج بالموسيقى إلى مملكة البحرين. 

    وتطرقت الأستاذة إيناس عوض النعيمي معلمة التربية الخاصة وخريجة برنامج العلاج بالموسيقى في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إلى تجربة العلاج بالموسيقى وأثره على تنمية قدرات الأطفال الصم في مدرسة الأمل للصم التابعة للمدينة.

 الجلسة الثانية ـ اليوم الثاني 

  هذه الجلسة ترأستها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة، حيث جاءت ضمن المحور الثاني (العلاج بالموسيقى للأشخاص ذوي الإعاقة). 

  وفيها قدمت الأستاذة تشيون سا كيم طالبة دكتوراه بجامعة إيوا النسائية ( كوريا الجنوبية) دراسة حالة بعنوان (علاج غنائي منظم لتعزيز مفهومية الكلام لدى الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية).

أما الأستاذة فاطمة راشد القايدي معلمة التربية الخاصة وخريجة برنامج العلاج بالموسيقى في المدينة فقدمت أيضاً دراسة حالة بعنوان (أثر العلاج بالموسيقى في تنمية مهارات التواصل لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد). 

الأستاذة يراك كانغ طالبة الدكتوراه بجامعة إيوا قدمت ورقة عمل حول إدراك أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة تجاه العلاج بالموسيقى في دولة الإمارات العربية المتحدة. 

  وبدورها قدمت الأستاذة سارة ربيع فضل معلمة التربية الخاصة وخريجة برنامج العلاج بالموسيقى في المدينة ورقة بعنوان أثر العلاج بالموسيقى في تحسين القدرات المعرفية لدى الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد.

 

الجلسة الثالثة ـ اليوم الثاني 

الجلسة الثالثة جاءت ضمن المحور الرابع (العلاج بالموسيقى في المجال الطبي) حيث ترأس هذه الجلسة الدكتور سو جي كيم مدير معهد إيوا لتعليم الفنون والعلاج بجامعة إيوا.

 الدكتورة كريستال فوستر اختصاصية العلاج بالموسيقى في الجمعية الكويتية لرعاية أطفال في المستشفى (كاتش) - دولة الكويت تحدثت في ورقتها عن العلاج بالموسيقى للأطفال الخاضعين للرعاية التلطيفية وخدمات الرعاية في دولة الكويت.

    في حين قدمت الدكتورة باتسي تان الباحثة في جامعة اديلاد والطبيبة في مستشفى أديلاد الملكي -أستراليا دراسة استطلاعية عشوائية حول العلاج بالموسيقى للمرضى الداخليين. 

   الدكتورة الويزة الصالح سلطاني أستاذة محاضرة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة باتنة (الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية) قدمت ورقة حول العلاج بالموسيقى كاستراتيجية تدخل مبكر مقترحة لحالات أجنة أطفال مآلها الإعاقة.

وفي ختام الملتقى تم عرض التوصيات وتوزيع الشهادات.