جميلة

جميلة بنت محمد القاسمي: تاريخ مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية هو تاريخ التربية الخاصة في دولة الإما

مار 13, 2021

      أكدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أن تاريخ المدينة المستمر منذ 42 عاماً هو تاريخ التربية الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة والإنجازات التي حققتها بفضل الله ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ليست لها وحدها بل هي إرث ورصيد وطني للجميع. 

    جاء ذلك في المحاضرة الافتراضية التي ألقتها سعادة مدير عام المدينة يوم الأربعاء 10 مارس 2021 بعنوان (التربية الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة) بدعوة من كلية التربية في الجامعة الأمريكية بالإمارات وحضرها الأستاذ الدكتور مثنى عبد الرزاق الرئيس والمدير التنفيذي للجامعة والأستاذ الدكتور محمد الزيودي عميد كلية التربية في الجامعة والأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وعدد كبير من الاختصاصيين والمعلمين وطلبة التربية الخاصة في الدولة وخارجها.

    وخلال عرض موجز عن المدينة التي تتشرف بالرئاسة الفخرية لصاحب السمو حاكم الشارقة منذ تأسيسها، أوضحت سعادة الشيخة جميلة أن ريادة المدينة في العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة تتمحور حول احتوائهم ومناصرتهم وتمكينهم وفق أفضل الممارسات العالمية فهي أول مؤسسة إماراتية متخصصة بخدمتهم تم افتتاحها في 20 أكتوبر 1979 وقالت: 

1923 شخصاً ذا إعاقة استفاد من خدمات المدينة في العام الماضي فقط 

     في عام 2020 فقط، استفاد من خدمات المدينة (1923) شخصاً ذا إعاقة من مختلف الجنسيات يقوم على خدمتهم (628) موظفاً، (64) منهم من الأشخاص ذوي الإعاقة فالمدينة تمثل القدوة والنموذج في توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة ومساندتهم في تحقيق استقلاليتهم الاقتصادية أسوة بالاجتماعية وتحث المجتمع على الاضطلاع بمسؤولياته تجاههم في المجالات كافة.

    وأوضحت أن المدينة منذ تأسيسها قبل عقود أربعة، شهدت توسعاً في أقسامها ومراكزها تجاوباً مع احتياجات المجتمع ولها ثلاثة فروع في خورفكان والذيد وكلباء وخلال العام المنصرم حصلت على اعتماد مؤسستي كارف وبيرسون العالميتين. 

     وفي الحديث عن ريادة المدينة ذكرت كيف كانت الخدمات الإنسانية أول من تبنى رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تأسيس واحتضان نادي الثقة للمعاقين عام 1987 وأول من أصدر مجلة شهرية متخصصة في نفس العام ألا وهي مجلة المنال التي غدت منذ العام 2012 (إلكترونية)، بالإضافة إلى العديد من الإنجازات الرائدة التي كانت سباقة إليها بهدف تعليم ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين جودة حياتهم.

الجامعة الأمريكية مستعدة لتقديم منح دراسية لطلاب المدينة ذوي الإعاقة 

   هنا قدم البروفيسور مثنى عبد الرزاق مداخلة عبر فيها عن فخر واعتزاز الجامعة الأمريكية بالإمارات بالتعاون مع مؤسسة عريقة ورائدة كمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مبدياً الاستعداد لاستقبال طلبة المدينة من ذوي الإعاقة المؤهلين لاستكمال دراستهم الجامعية وتقديم منح دراسية لهم. 

ملتقى حول التربية الخاصة بالتعاون بين الجانبين 

      كما وجه الرئيس والمدير التنفيذي للجامعة الدعوة إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي كي تنضم إلى مجلس أمناء الجامعة بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين والعمل على تنظيم (ملتقى) حول التربية الخاصة في أقرب فرصة بإذن الله.

     سعادة مدير عام المدينة استقبلت دعوة الأستاذ الدكتور مثنى بالشكر الجزيل مؤكدة أن التعاون بين الجانبين سيشهد مزيداً من التقدم والزيارات المتبادلة بهدف مساندة استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز تعليمهم وتدريبهم ودمجهم في المجتمع. 

قضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة نهجٌ تتبناه المدينة 

     وخلال المحاضرة تطرقت الشيخة جميلة إلى مجموعة من النقاط الرئيسية ومنها مبدأ المناصرة الذاتية وأهمية تدريب الأشخاص ذوي الإعاقة على المطالبة بحقوقهم كما تحدثت عن أهمية الاحتواء (الدمج) مؤكدة أنه بمثابة عودة الحق لأصحابه لأن مكانهم الطبيعي ضمن المجتمع وكيف أن التعليم هو من أهم أدوات تمكينهم المنشود.

دعوة للدمج الصحيح 

    كما تساءلت سعادة مدير عام المدينة وهي تشير إلى القوانين الدولية التي تدعو إلى الدمج التربوي (هل نحن مستعدون للدمج الصحيح؟) فالتربية الخاصة الحديثة تشمل مختلف الأعمار للأشخاص ذوي الإعاقة مع وجود خطة تربوية فردية خاصة بكل شخص لكن المدارس (عموماً) غير مهيأة لاستقبال الطلبة ذوي الإعاقة والمعلمون لا يمتلكون أدوات التدريب المطلوبة للتعامل بالشكل الأمثل معهم. 

بقعة ضوء على تحديات المهنة بهدف الإعداد الجيد لها 

     وتساءلت أيضاً: (هل العمل في التربية الخاصة وظيفة أم مسؤولية؟) فكما هو معلوم تنتهي مسؤولية الموظف العادي مع انتهاء دوامه أما العامل في مجال التربية الخاصة فمرتبط بتعليم الطالب ودعم أسرته وتوعية المجتمع ويواجه مخاطر وتحديات المهنة كالقلق والاستنزاف وقلة الحيلة وضعف التحفيز، ومؤخراً تحدي (العمل عن بعد) بسبب جائحة كوفيد19، ولم يأت ذكر هذه التحديات بهدف (التنفير) من العمل في هذا المجال بل بهدف الإعداد الجيد له.

    ومما لا شك فيه ـ كما تؤكد الشيخة جميلة ـ أن وجود التشريعات والقوانين يسهم في تحقيق نتائج أفضل وضمان حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على حقوقهم بالإضافة إلى حماية العاملين معهم لكن على الرغم من ذلك ما تزال الثغرات موجودة وضعف التطبيق موجود..

ميثاق العمل الأخلاقي في مقدمة الأولويات 

     وتحدثت سعادتها خلال المحاضرة عن ميثاق العمل الأخلاقي في التربية الخاصة ليكون بمثابة عقد تتم من خلاله حماية القيم القائمة على الاحترام وإيصال المعلومات ومشاركتها والحرص على عدم الإساءة كما تحدثت عن متابعة التطورات في هذا المجال لأنه ميدان متغير ويتطلب متابعة دائمة لأحدث ما تم التوصل إليه عالمياً.

الاستفادة من التكنولوجيا لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة 

   كما ركزت على قضية التكنولوجيا وكيفية استثمارها في التعليم والمساندة والاستعداد لمواجهة الصدمات والتعامل معها بما يصب في مصلحة العملية التعليمية وهنا أكدت سعادتها على أهمية التمويل بالنسبة للتعليم وكيف يؤثر الفقر سلباً على تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة نظراً للتكاليف التي يتطلبها تعليمهم في حين تكون أسر كثيرة غير قادرة على هذه التكاليف الخاصة بالرسوم الدراسية والأجهزة. 

    وناقشت مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية قضية صعوبات التعلم مشيرة إلى (مركز الشارقة لصعوبات التعلم) الذي تأسس عام 2016 ويعمل تحت إشراف المدينة ساعياً لتقديم أفضل الخدمات لمنتسبيه ولكن رغم ذلك كثيرة هي التحديات التي تواجهها هذه القضية سواء في المدارس أو الجامعات أو ضمن الأسرة نفسها..

   وهنا أشارت إلى ضرورة إشراك الأسر منذ البداية في العملية التعليمية نظراً للدور الكبير الذي تلعبه الأسرة بالتعاون مع المركز أو المؤسسة. 

أهمية الترويح في نمو وتطور الأفراد

أيضاً تحدثت الشيخة جميلة عن موضوع (الترويح) وأهميته في نمو وتعلم الأفراد عموماً والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص مشيرة إلى أن طرح هذه القضايا ومناقشتها لا يهدف إلى التقليل من شأن الإنجازات الكبيرة التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التربية الخاصة وإنما يمثل محاولة للبناء المستمر فوق ما تم تأسيسه وصولاً إلى واقع أفضل للجميع.

توصيات 

 ختاماً تقدمت سعادة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بمجموعة من التوصيات جاء (الميثاق الأخلاقي) في مقدمتها نظراً لأهميته في مجال التربية الخاصة ووضع استراتيجيات حماية الأشخاص ذوي الإعاقة والإبلاغ عن الأذى والعمل على تدريب جميع طلاب التربية على مبادئ التربية الخاصة مع تزويد العاملين بكافة الأدوات التي تحميهم وتساعدهم والاهتمام بصحتهم النفسية والعقلية والتزام الجامعات باستضافة تخصصات كالتقنيات المساندة والعلاج بالفنون وتأسيس مركز موارد لدعم الطلبة ذوي الإعاقة في الجامعات وجعل مهنة العمل في التربية الخاصة جاذبة من خلال الدعم المناسب والرعاية.