جميلة

جميلة القاسمي: تحسينُ جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.. التزامٌ غيرُ مشروط

مايو 11, 2022

 أكدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، رئيس تحرير مجلة المنال الإلكترونية أن المدينة تنطلق في كلّ ما تقدّمه للأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع، من رؤيتها ورسالتها وأهدافها الاستراتيجية التي تواكب معايير التميز والجودة، والكفاءة والمساواة، والتنوع وإنتاج المعرفة، بما ينسجم مع أفضل الممارسات العالمية، سعياً لتحقيق هذه الأهداف.

وقالت: تولي الخدمات الإنسانية اهتماماً كبيراً بـ "جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة"، وقد سعت منذ تأسيسها عام 1979 إلى استحداث الخدمات النوعية، والبرامج ذات الجودة بهدف احتواء ومناصرة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، تماشياً مع رؤيتها ورسالتها، والتوجيهات الحكيمة لرئيسها الفخري، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

وبيّنت إدراك المدينة أثر تحسين جودة الحياة في انسجام الإنسان مع نفسه ومجتمعه، مع التمييز بين " جودة الحياة" و "مستوى المعيشة"، حيث يشير مفهوم مستوى المعيشة إلى الوضع المادي والوظيفي للفرد، أمّا مفهوم "جودة الحياة" فيشمل الجوانب الصحية والاجتماعية والنفسية ووجود الخدمات الأساسية التي تُمكِّن الإنسان من العيش في مستوىً مناسب.

 جاء ذلك ضمن افتتاحية العدد 370 من مجلة المنال الإلكترونية التي تصدر شهرياً عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ مايو 1987، وترأس تحريرها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي. 

 وأضافت رئيسة التحرير: عملت المدينة على رفع مستوى الوعي المجتمعي بمفهوم جودة الحياة وأهمية تسليط الضوء على أحدث المُستجدات والمُمارسات العلمية والعملية، التربوية والتأهيلية، بالإضافة إلى توفير معارف جديدة تتيح إمكانية تبادل الخبرات واقتراح الحلول الملائمة

وأوضحت أن الحقوق الأساسية في الدمج والتعليم والمشاركة الكاملة واتخاذ القرار وتقرير المصير، هي أمور مفروغ منها بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، ولكن تحقيقها على أرض الواقع يواجه تحديات نسبية في جميع أنحاء العالم، لذا دأبت المدينة على المطالبة بهذه الحقوق قولاً وفعلاً، ونادت بصونها وتطبيقها.

 وقالت: مع دخول "المنال" عامها السادس والثلاثين، نغتنمها مناسبةً كي نجدّد العهد والالتزام بتحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتيسيرها وتطوير القدرات والمواهب التي يمتلكونها وتوظيفها بما يحققُ النتائج المرجوة على الصعيدين الشخصي والمجتمعي، فالارتقاء بجودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة دليل واضح على تقدّم المجتمع وتطوره. 


وذكرت على سبيل المثال لا الحصر، بعضاً من الخطوات التي اتخذتها المدينة استكمالاً لمسيرتها الطويلة في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات العالمية.

 ففي مارس من عام 2017 نظمت المدينة مؤتمراً للتقنيات المساندة تمحورت رسالته حول تأمين فرص متكافئة في مدينة شاملة وكان من ضمن أهدافه رفد الاختصاصيين بالبيانات المناسبة التي تساعد على ضبط إيقاع حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وفق الطريقة الملائمة لهم، والتأكيد على ضرورة مواصلة التطوير والابتكار لتقديم أفضل ما يمكن من هذه التقنيات التي سهّلت حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وعززت استقلاليتهم وساهمت في تحسين جودة حياتهم.

وفي الثامن والتاسع من مارس 2022، نظمت المدينة مؤتمرها الدولي الافتراضي «جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة» بالتعاون مع الجامعة الهاشمية الأردنية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والاختصاصيين والأطباء، ومثّل دون مبالغة، نقطة تحول ضمن المنطقة العربية والعالم أجمع في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة وأسرهم.

 قبلهُ بشهر تقريباً، نظمت المدينة ملتقى "جودة التعليم الدامج" في استكمال لمسيرة المدينة التي طالبت منذ عام 1995 بدمج الأشخاص المكفوفين وذوي الإعاقة السمعية ضمن المدارس العامة حتى تحقق ذلك، كما حرصت على المطالبة بتوفير التيسير في البيئة العمرانية لتحقيق الاندماج الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية من خلال تمكينهم من التنقل والوصول، ثم دمجت المدينة منذ العام 2006 الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد في المدارس العامة وتمت متابعتهم بشكل دوري من قبل الاختصاصيين والمشرفين حرصاً على نجاح الدمج وتحقيق أفضل النتائج. وفي العام 2017 أنشأت "وحدة التعليم الدامج" انطلاقاً من قناعتها الراسخة أن الدمج ليس نموذجاً من نماذج التربية الخاصة وحسب بل هو أسلوب للتفكير والممارسة يشمل جميع أفراد المجتمع.

ختاماً باركت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي لأصدقاء المنال وكتّابها وقرائها دخول مجلتهم الغرّاء عاماً جديداً، وهي كما عهدوها دوماً، كانت وستبقى المجلة التي تعنى بتوعية الأسرة العربية، تزودها بالمعلومات والمعارف وبرامج التدريب والتوعية الصحية والوقائية، وتسلط الضوء على قضايا المرأة والطفل والأشخاص ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم والقوانين المتعلقة بهم.