عبد

عبد السلام زعرب.. مبدعٌ على خشبة المسرح وعينه على السينما

Mar 27, 2019

أتمنى أن أجدَ الدعمَ كي أشاركَ في المسلسلاتِ التلفزيونية والأفلام السينمائية فالأشخاصُ الصمُّ لا يَقلُّونَ موهبة عن غيرهم.. والتجربةُ أكبرُ دليل.

بهذهِ الرسالة عبّرَ خريجُ مدرسةِ الأملِ للصمِّ وجامعةِ الشارقةِ عبد السلام محمد زعرب عن أملهِ في تسليطِ الضوءِ على موهبتهِ ومواهبِ زملائهِ الفنية في التمثيل أمامَ الكاميرا وعلى خشبةِ المسرح بعد أن رعتها وصقلتها وطورتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مذ كانوا أطفالاً.

في روضة ومدرسة الأمل للصم تلقى عبد السلام تعليمه وفق أفضل الممارساتِ المنسجمة مع أحدثِ الخبراتِ العالمية كما تعلم لغة الإشارة التي تستخدم في المدرسةِ مع النطق في التعليم ومرحلةً إثر مرحلةٍ كانت معارفه تنمو على يدِ أمهرِ المُعلِّمين والإداريين.


هكذا نهلَ زعرب العلمَ وشارك في الأنشطة والفعاليات التي كانت تنظمها المدرسة داخل المدينة وخارجها فاندمج في المجتمع وتواصل مع الآخرين مما ساهم في تعزيز الثقة بنفسه وقدرته على التحصيل المعرفي فنال الشهادة الثانوية من مدرسة الأمل والتحقَ بعدها بجامعة الشارقة ليتخرج في إدارة الأعمال وعن تلكِ المرحلة يقول:

ـ الطريقُ لم يكن مفروشاً بالزهور. الصعوباتُ والتحديات كانت حاضرة خاصة في المرحلةِ الجامعية لأنَّ مدرسة الأمل كانت توفر للصم أفضل بيئة حاضنةٍ وفيها يتحدث الجميع لغة الإشارة لكنَّ الجامعة أكبر، وأغلب الطلاب هم من الأشخاص السامعين. ويضيف:

ـ على الرغم من ذلك استطعنا كطلابٍ صم أن نندمجَ وأن نواصل التعليمَ ونحوزَ الشهاداتِ العلمية بفضل الله أولاً وبفضلِ سعادةِ الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي ثانياً لأنها كانت حريصة على متابعة جميع الطلبة بعد المدرسة وتوفير مترجمي لغة الإشارة في جامعة الشارقة كي يحظى الطلاب الصم بأفضل تعليم ممكن وكي تصل المعلومات إليهم بالشكل الدقيق.

عبد السلام يؤكد أن مدرسة الأمل للصم بكل ما قدمته من علم ومعرفة وخبرة لزملائه وله هي العامل الرئيسي في النجاحات التي حققها أو سيحققها مستقبلاً.


هنا يتذكر كيف كانت المدرسة تنظم العديد من الفعاليات والأنشطة وتحرص من خلالها على دمج الطلاب في المجتمع بالشكل الأمثل ومن هذه الفعاليات (التاجر الصغير) وفيها يتم تدريب الطلاب على التواصل والبيع والشراء وفي الإجازة الصيفية كانت المدرسة تدرب طلابها على العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة وقد سبق لعبد السلام أن تدرب على العمل في شرطة دبي وشرطة الشارقة وجمعية الشارقة التعاونية.

وهنا أيضاً يشير عبد السلام إلى الكنز الذي ساعدته مدرسة الأمل للصم في العثور عليه داخل شخصيته ألا وهو (التمثيل) فما كان منها إلا أن رعت ودعمت هذه الموهبة وهيأت البيئة المناسبة له ولزملائه كي يطوروا من إمكانياتهم وقدراتهم على أعلى المستويات.


خريج إدارة الأعمال من جامعة الشارقة أكد أنه شارك مع زملائه الصم في العديد من المسرحيات التي قدمت على مسارح الدولة وخارجها وهو الآن عضو فعال في فرقة الشارقة مايم التابعة لمركز الفن للجميع (فلج) ويشارك مع زملائه في الفعاليات والأنشطة التي تنظمها المدينة كما أنه يتطوع سنوياً في مخيم الأمل الذي تنظمه الخدمات الإنسانية للترويح عن الأشخاص ذوي الإعاقة القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي ووفدين ضيفين من دول العالم وتعريفهم بأهم معالم دولة الإمارات العربية المتحدة.

عبد السلام أعرب عن أمله في أن تلاقي موهبته الدعم كي يشاركَ في المسلسلاتِ التلفزيونية والأفلام السينمائية فالأشخاصُ الصمُّ لا يَقلُّونَ موهبة عن غيرهم.. والتجربةُ أكبرُ دليل.