مدينة

مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تشاركُ في مؤتمر الإبداع الوطني

Feb 28, 2019

قدّمت الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ورقة عمل بعنوان ( الإبداع في مجال ذوي الإعاقة) ضمن مؤتمر الإبداع الوطني الذي نظمته مؤخراً جمعية الإمارات للإبداع في فندق أنتركونتننتال فيستيفال سيتي بدبي.

وقالت اليافعي في ورقتها إن تأهيل وتعليم وتدريب الأشخاص ذوي الاعاقة له ارتباط وثيق بموضوع التنمية، حيث أدركت حكومة وقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة مبكراً أن هناك إبداعات ومواهب كامنة عند أبناء هذه الفئة لا بد من صقلها ورعايتها تماماً كباقي الفئات.

مدير الخدمات الإنسانية تحدثت عن الحقوق التي يتمتع بها الأشخاص ذوي الاعاقة في الدولة بشكل عام وإمارة الشارقة على وجه الخصوص إذ ساعدت في تنمية وتعزيز إمكانياتهم بعد إصدار القانون الاتحادي رقم (29) لسنة 2006 وتعديلاته سنة 2009 بشأن حقوق ذوي الاعاقة والذي صادق عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله.

وأضافت:  تنص المادة (20) من القانون على تنمية قدرات الشخص المعاق الإبداعية والفنية والفكرية واستثمارها من أجل إثراء المجتمع بالإضافة إلى توفير المواد الأدبية والثقافية له بجميع الأشكال المتيسرة بما في ذلك النصوص الإلكترونية ولغة الإشارة وطريقة (برايل) وبالأشكال السمعية والمتعددة الوسائط وغيرها وتمكين الشخص المعاق من الإفادة من البرامج والوسائل الإعلامية والعروض المسرحية والفنية وجميع الأنشطة الثقافية وتعزيز مشاركته فيها.

الأستاذة منى أوضحت أن إمارة الشارقة تعتبر منذ مطلع الثمانينيات داعمة للأشخاص ذوي الاعاقة من خلال مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ونادي الثقة للمعاقين وجمعية الامارات للمعاقين بصرياً وكما يعرف الجميع فإن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يعتبران الداعم والممكن الأكبر للأشخاص ذوي الاعاقة، دون أن ننسى تشكيل رابطة تمكين النساء ذوات الإعاقة التي نجحت في تمكين المرأة ذات الإعاقة وتبنت قدراتها ومواهبها.

مدير المدينة أكدت أن هذه المبادرات ساهمت في توعية المجتمع لدعم الأشخاص ذوي الاعاقة، وبالتالي منحهم الفرصة لاكتشاف مواهبهم منذ الطفولة المبكرة لأن ذلك يتطلب تضافر جهود مؤسسات القطاعين العام والخاص، بدءاً من مراكز الطفولة والناشئة ومراكز الشباب ومركز الفنون عدا عن الجمعيات والأندية المختصة بالإضافة إلى وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والجهات المحلية المسؤولة عن الثقافة والمدارس التي تعتبر البيئة لأولى لاكتشاف المواهب.



وقالت: إن تنمية مواهب الأشخاص ذوي الاعاقة تحتاج إلى وسائل تتمثل في المكان المناسب لتدريبهم واكتشاف مواهبهم، ووجود مدرب يجيد فن اكتشاف هذه المواهب وتنميتها، عدا عن المشاركة في التظاهرات المجتمعية المتمثلة بالفعاليات والمؤتمرات والملتقيات التي تبرز هذه المواهب، فضلاً عن دور وسائل الإعلام في تسليط الضوء على هذه المواهب.

وضمت ورقة العمل ( الإبداع في مجال ذوي الإعاقة)  مجموعة من النصائح المتعلقة بتنمية الأشخاص ذوي الإعاقة أهمها إتاحة الفرص لإبراز مواهبهم والعمل على استقطاب هذه المواهب في البرامج والمسابقات والبحث عن كوادر وطنية لديها القدرة على تدريب الأشخاص ذوي الاعاقة وتلبية احتياجاتها بالإضافة إلى ايجاد بيئة حاضنة وممكنة ومدعومة مادياً ومعنوياً وقيام وسائل الاعلام بتسليط الضوء على مواهب الأشخاص ذوي الإعاقة وإنجازاتهم عدا عن توفير الفرص الاعلامية لهم.

الاستاذة منى عبد الكريم اليافعي قدمت شرحاً وافياً عن مركز الفن للجميع التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والذي تأسس كامتداد طبيعي لعمل المدينة في تنمية وتطوير مواهب الأشخاص ذوي الإعاقة منذ البدايات وعلى هذا الأساس يمكننا أن نقول إن (فلج) ليس فكرة طارئة منقطعة عما قبلها وليس عملاً محدوداً معزولاً عن محيطه منكفئاً على ذاته بل هو ممارسة حقيقية وواقعية تمتد جذورها عميقة إلى مرحلة مبكرة من عمل المدينة التي أدركت مبكراً جداً أن الفن بكل أشكاله وصوره ليس حكراً على أحد.

في هذا الإطار أوضحت اليافعي أن فرقة (شارقة مايم) لعروض التمثيل الإيمائي تعتبر أول فرقة مسرحية مختصة في تقديم عروض البانتومايم وتضم في عضويتها كافة الممثلين الموهوبين من ذوي الإعاقة السمعية على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة ومقر الفرقة في مركز الفن للجميع ( فلج) حيث تقدم عروضها داخل الدولة وفي محيطها الإقليمي والدولي.  

أما بالنسبة لمشروع صولويست (الأداء الفردي) فيسعى إلى تنمية المواهب الموسيقية والغنائية الفردية مستهدفا في مرحلته الأولى الفنانة (علياء علي عبد القادر) في العزف على البيانو والفنان (إبراهيم عبد االله الحمادي) في العزف على العود والغناء، وتطوير قدراتهم الفنية وإعدادهم للمشاركات الداخلية والخارجية من خلال برنامج تدريب فردي مكثف يستمر على مدار العام.

مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسسانية تحدثت عن مرسم فلج التدريبي الذي استهدف الفنانة التشكيلية موزة عبد الله في بدايته والهدف منه تعريف المنتسبين على المهارات والاتجاهات الحديثة والمعاصرة لمدارس الفن التشكيلي وتطوير قدراتهم لصياغة عمل فني متكامل من خلال التدريب على تمييز الألوان والخامات، وكيفية استخدامها، ودلالاتها، وطرق الرسم الحديثة وإيجاد رؤية فنية مستقلة.

أما عن أبرز المشاريع والبرامج الفنية التي أسستها ودعمتها المدينة فهناك برنامج الفن للجميع (الفترة الصباحية) ويقدم مجموعة واسعة من الورش الفنية في مختلف مجالات الفنون التشكيلية لإكساب الأطفال في الفئة العمرية من 5 إلى 12 سنة المهارات الفنية المتنوعة.  

ويقدم برنامج الفن للجميع في فترته المسائية مجموعة متنوعة من الورش الفنية في مجال الأشغال اليدوية لإكساب الأطفال في الفئة العمرية من 4 إلى 10 سنوات المهارات الفنية المتنوعة في حين يلتقي المبدعون من الأشخاص ذوي الإعاقة مع رموز فنية إماراتية لامعة في صالون فلج الثقافي ليشيدوا معاً جسور التواصل والحوار وليستكشفوا سوياً سبل التعاون المستقبلي بين الفنانين من ذوي الإعاقة المنتسبين لمركز فلج.

وتضيف اليافعي أن المرسم الحر يتيح الفرصة للفنانين المستقلين من ذوي الإعاقة لممارسة الفنون التشكيلية من خلال توفير مساحة إبداعية لهم على مدار العام أما البرنامج الأكاديمي للأشخاص ذوي الإعاقة من مؤسسة الشارقة للفنون فيهدف إلى إقامة ورش وبرامج على مدار العام لكافة أنواع الإعاقات وجميع الأعمار من 4 إلى 18 عاماً يقدمها فنانون محترفون متخصصون بهدف تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة على تطوير مهارات التواصل وتنمية الخيال وتحفيزهم على ممارسة العمل الفني.

مختبر مهارات الممثل والأداء الجماعي يهدف إلى تدريب الممثلين من ذوي الإعاقة البصرية على التحكم في أدواتهم كممثلين وخاصة المهارات الجسدية والصوتية والانفعالية، وبالتالي القدرة على توظيف ذلك في تجسيد الشخصية المسرحية في حين يهدف برنامج قسم الخدمات والبرامج التيسيرية بإدارة متاحف الشارقة إلى تحفيز الأطفال من ذوي الإعاقة وأسرهم على ممارسة الفنون المتنوعة خاصة المتعلقة بالتراث الإماراتي.

في الختام ذكرت اليافعي أن برنامج العلاج بالفنون من مركز ATIC يهدف إلى تعزيز المهارات السلوكية وتنمية الثقة بالنفس من خلال سبل التواصل غير اللفظية عبر استخدام الألوان وتقنيات الفنون التشكيلية والتقنيات الحركية الممتعة للأطفال من ذوي الإعاقة.