توصياتٌ

توصياتٌ على درجةٍ كبيرةٍ من الأهمية في ختامِ مؤتمر

مار 7, 2024

اختتمت اليوم أعمال المؤتمر العلمي الدولي " النظرية والممارسة في التربية الرياضية المعدلة" الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، وبالشراكة العلمية مع جامعة ولاية كاليفورنيا ـ تشيكو من الولايات المتحدة الأمريكية وأكاديمية الشارقة للتعليم يومي 6 و7 مارس 2024.

وقبيل انطلاق جلسات المؤتمر، عقدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس المدينة اجتماعاً مع المتحدثين والمشاركين، رحبت في مستهله بهم، وأشادت بحرصهم على التعاون مع المدينة في توعية المجتمع المحلي والعالمي بأهمية التربية الرياضية المعدلة، والسعي من خلال هده المشاركة إلى إحداث تغيير حقيقي يفضي إلى المزيد من النتائج التي تسهم في تحسين جودة حياة الأشخاص دوي الإعاقة وحياة أسرهم.

وأكدت رئيس المدينة أن وجود الأخوة المتحدثين والمشاركين في المؤتمر دليل جلي على اهتمامهم الكبير بموضوع التربية الرياضية المعدلة، داعية إياهم إلى الخروج بأفكار جديدة، وابتكارات تسهم في تحقيق تقدم واضح وملموس يستفيد منه الجميع.

المحور الأول.. التأهيل

وكانت جلسات المؤتمر قد انطلقت عقب حفل الافتتاح، حيث تحدثت في الجلسة الأولى التي ترأستها الأستاذة " مارسي بوب" من جامعة ولاية كاليفورنيا ـ تشيكو، ضمن محور " التأهيل" الأستاذة الدكتورة ريبكا لايتل وناقشت في مداخلتها " المنهج و القياس و المصادر و التقييم في النسخة الثانية المعدلة ( CARE-R )، مؤكدة أن المنهج هو المعارف والمهارات التي يتوقع أن يتعلمها الطلاب وتشمل معايير أو أهداف التعلم، الوحدات والدروس التي يقدمها المعلمون، الواجبات والمشاريع المقدمة للطلاب، الكتب والمواد ومقاطع الفيديو والعروض التقديمية والقراءات المستخدمة في الدورة التدريبية، طرق التقييم.

الدكتور غيثان صالح علي العمري من جامعة طيبة في المملكة العربية السعودية قدم من خلال دراسة تحليلية بعنوان " متطلبات التربية الرياضية المعدلة للأشخاص ذوي الإعاقات المتعددة من وجهة نظر المختصين" فكرة عن متطلبات التربية البدنية المعدلة للأشخاص متعددي الإعاقة من وجهة نظر المختصين (المعلمين، مدربي التربية البدنية في المراكز)، وتشمل المتطلبات التكيفات والتعديلات في البيئة والمناهج، وإعداد معلم التربية البدنية حيث تم الاعتماد في الدراسة على المنهج النوعي من خلال المقابلات الشخصية للمختصين، وأسفرت نتائج الدراسة عن أهم المتطلبات التي ظهرت من خلال المقابلات وهي تعديل مناهج التربية البدنية بما يتناسب مع الطلاب متعددي الإعاقة.

الأستاذ الدكتورة إيمان الزبون، والباحثة نوف عبد اللطيف الجيوسي، من الجامعة الهاشمية في المملكة الأردنية الهاشمية، ومن خلال دراسة بعنوان "تقييم المهارات الحركية للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد باستخدام الصورة الأردنية من مقياس الكفاءة الحركية - الإصدار الثاني BOT2"، ناقشتا تقييم المهارات الحركية للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في الأردن باستخدام الصورة الأردنية من مقياس بروينينكس – أوسيريتسكي Bruininks-Oseretsky للكفاءة الحركية/ الصورة المختصرة، الإصدار الثاني BOT-2..

وضمن الجلسة قدم الأستاذ آدم شيرمان جميل فوربس من جامعة فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية تجربة أم في التربية الرياضية المعدلة متطرقاً إلى قيمة النشاط الرياضي ومعرفة التربية الرياضية المعدلة وبناء الثقة مع معلم التربية الرياضية المعدلة التي تعد من العوامل الرئيسية في التقدم المطلوب.

الجلسة الثانية ـ التأهيل 

في محور التأهيل أيضاً، وضمن الجلسة الثانية التي ترأستها الأستاذة الدكتورة ريبكا لايتل، تحدث الأستاذ الدكتور المساعد بيوجمو كو من جامعة يونج إن في كوريا الجنوبية عن التاريخ والوضع الحالي للأنشطة المتعلقة بالرياضة للأفراد ذوي الإعاقة في كوريا الجنوبية، حيث تم دفع تطوير الرياضة للأفراد ذوي الإعاقة في كوريا الجنوبية من خلال الاستضافة الناجحة لدورة الألعاب البارالمبية في سيول عام 1988 ، وإنشاء اللجنة البارالمبية الكورية عام 2005، وغير ذلك من الإنجازات مما خلق أساسًا للتنمية المتوازنة للأنشطة الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنحاء البلاد.

من جانبه ناقش الأستاذ مصطفى إبراهيم الضويني معلم التربية الرياضية في مركز الشارقة للتوحد بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية استخدام برنامج تيتش (TEACCH) في تعليم مهارات السباحة الأساسية للطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد، كما ناقش البرنامج التدريبي لتعليم مهارات السباحة الأساسية الذي قام بإعداده، بالاستناد إلى أحد البرامج العالمية، وهو برنامج علاج وتربية أطفال (TEACCH) التوحد وذوي الاضطرابات التواصلية المشابه.

الأستاذ الدكتور المساعد دعاء أحمد توفيق من جامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية تحدثت عن الفروسية العلاجية كمدخل للتربية الرياضية المعدلة للأشخاص ذوي الإعاقة، وناقشت ضمن دراستها المنهج الاثنوجرافي للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال استكشاف المكونات الرئيسية لبرنامج الفروسية العلاجية، وتحديد دور الثقة في تفعيل الفروسية العلاجية لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة...

المحور الثاني .. الصحة والسلامة 

استهل المحور الثاني " الصحة والسلامة" بجلسة ترأسها الأستاذ الدكتور المشارك محمد علي فتيحة مدير الحرم الجامعي في العين ومدير مركز التعلم الذكي، وفيها تحدثت الأستاذ الدكتور المشارك ميليسا بيتنر من جامعة ولاية كاليفورنيا، لونج بيتش، عن تأثير استخدام تطبيق سرعة النبض المرئي على سرعة النبض لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، وعن تفاصيل تطبيق كومبيوتر لوحي يهدف إلى إشراك الشباب من ذوي اضطراب طيف التوحد في ممارسة التمارين الرياضية بكثافة أعلى.

الأستاذ الدكتور محمد الزيودي من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في الإمارات العربية المتحدة، والدكتور أيمن زهران من جامعة مدينة عجمان قدما دراسة بعنوان " التغذية العلاجية ومدى إسهامها النسبي في الصحة الجسمية وممارسة الرياضة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد" ناقشا من خلالها التحقق من أثر التغذية العلاجية ومدى إسهامها النسبي في الصحة الجسمية وممارسة الرياضة لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

الأستاذ مايك ويب من جامعة ولاية سونوما في الولايات المتحدة الأمريكية تحدث في ورقة عمل بعنوان " المفارقة المثيرة للاهتمام ـ المنظور التشريحي العصبي للحركة والتنظيم الانفعالي" عن تأثير التكامل الحسي على التنظيم السلوكي والعاطفي والحركي على وجه التحديد، والتركيز على دور الجهاز الدهليزي وجهاز الاستقبال العميق.

 المحور الثالث.. التكنولوجيا 

ضمن المحور الثالث " التكنولوجيا"، وفي الجلسة التي ترأستها الأستاذة رباب أحمد عبد الوهاب مسؤول مركز التقنيات المساندة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، تحدث الأستاذ ماثيو جون باركر من إينريتش إيد في الولايات المحتدة الأمريكية عن ربط القدرات بالأنشطة من خلال التقنيات المساندة في التربية الرياضية وكيف يمكن للتقنيات المساندة أن تساعد في مشاركة الطلاب ذوي الإعاقات في التربية الرياضية المعدلة.

الأستاذ الدكتور المساعد أسيل السحيباني والأستاذة سارة محمد البوزيد من جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية قدمتا ورقة عمل بعنوان " تطوير استراتيجيات التربية الرياضية المعدلة للطلبة ذوي التوحد والاستفادة من الحلول التقنية: رؤية مستقبلية"، حيث تبرز أهمية الورقة من خلال النتائج والاستنتاجات التي تم الوصول إليها بعد تحليل استراتيجيات التربية الرياضية المعدلة المستخدمة مع الطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد وصياغة تصور حول الحلول التقنية الممكنة كأدوات مساعدة في تعليمهم مادة التربية البدنية.

الأستاذ محمد باقر محمد الموسى من مجمع الدمام الطبي في المملكة العربية السعودية تحدث عن أهمية دراجة الجري للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة، كما تحدثت الأستاذة جوال جوزيف القوبا، والآنسة إليسا حريق من مؤسسة سيزوبيل اللبنانية عن تجارب وقصص ونجاح في مؤسسة سيزوبيل- لبنان.

المحور الرابع .. التعليم الدامج 

وفي المحور الرابع " التعليم الدامج" ترأس الجلسة الخاصة به الدكتور مختار بورشاق مستشار جودة حياة الطلبة في هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وفيها تحدثت الأستاذ الدكتور رانية صبحي محمد عبد الله من جامعة حلوان المصرية عن التربية الرياضية المعدلة والتنمية المستدامة من خلال مجموعة من المحاور الهامة المرتبطة بالتربية الرياضية المعدلة وتحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.

الأستاذ الدكتور المشارك عمر خليل عطيات من الوكالة الاتحادية للتعليم المبكر في دولة الإمارات العربية المتحدة قدم دراسة بعنوان "تقييم خدمات التربية الرياضية المعدلة المقدمة للطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة من وجهة نظر أولياء الأمور".

كما قدمت الأستاذ الدكتور المساعد إيمان زروقي من جامعة بواتبية الفرنسية أنموذج حقيبة الدمج الرياضي التربوي في علاقتها بالتنمية الاقتصادية كاستراتيجية مستدامة لتعزيز استقلالية الطلاب من ذوي الإعاقة في فرنسا.

وبدورها قدمت الدكتورة مها عزت جادو من جامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية دراسة عن دور معلم التربية الرياضية المعدلة ضمن فرق العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة " الاستشارات التعاونية"

 ورش عمل 

وكان اليوم الثاني من المؤتمر قد شهد تقديم ورشتي عمل، الأولى بعنوان " تعديل مهارات التحكم في الأشياء للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة"، قدمتها الأستاذة مارسي بوب، والثانية بعنوان " تعزيز الدمج في التربية الرياضية ـ استراتيجيات النجاح" قدمتها الأستاذة سامانتا ستيوارت من الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى مدار يومي المؤتمر قدم معلمو التربية الرياضية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ورشة تفاعلية عن أدوات التربية الرياضية المعدلة.

كلمة رئيس المؤتمر

مع نهاية أعمال المؤتمر، ألقت سعادة منى عبد الكريم اليافعي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، رئيس المؤتمر العلمي الدولي " النظرية والممارسة في التربية الرياضية المعدلة" كلمة توجهت من خلالها باسم سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بالشكر الجزيل إلى كل فرد، ساهم كمتحدث، أو بدراسة، أو بورقة عمل، أو حضور جلسات المؤتمر وورش العمل، مثمنة عالياَ الدور المؤثر لكل واحد منهم في إنجاح المؤتمر وظهوره بهده الطريقة المشرفة..

كما توجهت بالشكر إلى فريق عمل المؤتمر، وخاصة إلى معلمي التربية الرياضية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، الدين سخروا خبراتهم ومعارفهم لتقديم أدوات رياضية معدلة تلبي، لا بل تفوق التوقعات، ومن خلال التجربة العملية أمام الجميع، تمت ملاحظة كيف تعمل هده الأدوات على دمج الأشخاص دوي الإعاقة، وإدخال الفرحة إلى نفوسهم، مما زاد الثقة في النفس لديهم.

وفي كلمتها، شكرت اليافعي شركاء المدينة العلميين في تنظيم المؤتمر، أكاديمة الشارقة للتعليم، وجامعة ولاية كاليفورنيا ـ تشيكو، والشكر موصول إلى المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة على تعاونه المثمر مع المدينة، مند الاستعدادات الأولى التي سبقت انطلاقةً المؤتمر، وحتى ختامه الناجح بإدن الله..

وهنأت رئيس المؤتمر، معلمَ التربية الرياضية في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات التابعة للمدينة، حازم أحمد بمناسبة حصوله قبل أيام على درجة الدكتوراه في التربية الرياضية، وكانت رسالته تحمل عنوان " أثر البرنامج الترويحي في تنمية الإدراك الحسي الحركي للإعاقات الشديدة والمتعددة في دولة الإمارات العربية المتحدة"

التوصيات 

بعد دلك، ألقى الأستاد محمد فوزي رئيس اللجنة العلمية توصيات المؤتمر، ومن أهم ما جاء فيها:

التوسع في تنفيذ الدبلوم المهني للتربية الخاصة الذي تقدمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وتضمين موضوعات التربية الرياضية المعدلة فيه، تدريب الكوادر العاملة في مجال التربية الرياضية على استراتيجيات التربية الرياضية المعدلة من خلال إشراكهم في ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة، تفعيل دور الأسرة كشريك في التربية الرياضية المعدلة، توفير التمثيل الإعلامي المناسب لفعاليات التربية الرياضية المعدلة للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، واضطرابات طيف التوحد، والإعاقات الشديدة والمتعددة، والمشاركة الفاعلة ضمن الأنشطة الرياضية المقامة في الدولة وخارجها.

ومن توصيات المؤتمر أيضاً، الاهتمام بتعريب وتقنين وإعداد المقاييس الخاصة بتقييم المهارات الحركية لدى الطلاب ذوي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد والإعاقات المتعددة، توفير خبرات التربية الرياضية المعدلة في المدارس النظامية لدعم الدمج الشامل للطلاب ذوي الإعاقة، توسيع السوق المحلي والخليجي للتقنيات المساندة والتكنولوجيا الحديثة الداعمة لمجال التربية الرياضية المعدلة.

الأمنيات المستقبلية

كما تقدمت اللجنة العلمية بلائحة الأمنيات المستقبلية التالية: الاهتمام بتبادل الخبرات المحلية، والعربية، والدولية في مجال التربية الرياضية المعدلة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية واضطرابات طيف التوحد والإعاقات الشديدة والمتعددة، والتعريف بالنماذج الإيجابية وقصص النجاح، التأكيد على المنظور الشامل للفرد والذي يربط بين رفاه النفس، والحصول على الحق في ممارسة الأنشطة المعدلة، والتطور في المجالات المعرفية والاجتماعية، التوسع في إنشاء أقسام التربية الرياضية المعدلة في الجامعات العربية، وإنشاء برامج للدراسات العليا في التربية الرياضية المعدلة في دولة الإمارات والدول العربية.

الاستعانة بمكتسبات التكنولوجيا الحديثة في تطوير أساليب تعديل الأنشطة الرياضية وإتاحتها للجميع دون استثناء، تبنى منظور متكامل في التخطيط الرياضي يضم الرياضة المعدلة والجوانب الصحية والدمج الشامل والتقنيات المساندة وتوعية المجتمع، التأكيد على تنفيذ وتفعيل السياسات والتشريعات التي تضمن حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على حقوقهم في التربية الرياضية المعدلة، وإزالة الحواجز التي تؤخر ممارستهم لها، الاهتمام بأن تكون كافة المنشآت الرياضية دامجة وميسرة للرياضات المعدلة، الاهتمام بالمبادرات والأفكار الجديدة التي تركز على الدمج في الرياضات وفي الترويح، إجراء المزيد من الدراسات حول التربية الرياضية المعدلة في البيئتين الإماراتية والعربية مع التركيز على تطبيق مخرجاتها وتوصياتها، السعي نحو تضمين المناهج والبرامج الرياضية المعدلة ضمن المناهج والبرامج المنفذة في التعليم النظامي، والحصول على التمويل اللازم لدعم تقنيات التربية الرياضية المعدلة ضمن آلية واضحة تتبناها الجهات والمؤسسات الحكومية.